New statement from Shaykh Abū Muḥammad al-Ṭaḥāwī: "Eulogy for Shaykh Abū al-Walid al-Maqdisī"

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستغفره ، ونستعين به ونستنصره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله ، نصح الأمة ، وكشف الغمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك شقي محروم ، أما بعد.
 


فهذه نفثاتُ مصدور، وأنفاس مقهور وزفراتُ مهموم وأنّات مكلوم ، وحيرةُ مكروب، ولوعةُ محروب، وبكاء باك لا ترقأ دموعه ، ولا تسكن ضلوعه ولا يهدأ هجوعه مع رزء جليل أصابنا ، وخطبٍ عظيم أناخ ببابنا بموت علم من أعلام الجهاد حمل همّ أمته في شتى بقاع المعمورة ،
 


شيخ إن دلّت محاسنه

أضحى الجميع لها مقرّ


إنه الشيخ المجاهد العالم العامل هشام السعيدني تقبله الله مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .
 
كان مقتلك في خضم التسارع للقوافل ، وكأن السماء اشتاقت لحملكم ، 

ألا يا سماء إن الأخيار قد صعدوا

فابسطي للأخيار عندك كل المنافذ


دنى مني الخبر بادئ ذي بدء بأخي الحبيب ناصر الدلقموني فكبّرت وأنا حائر بين الرجاء والخوف ، أحقا ناصر قد فارقنا ، أحقا يا ناصر
 

أواه يا حبيب كم لانت جوانبك

لضمّ إخوانك قد أدفئت الجوانب


فرحمك الله يا ناصر الدلقموني ، كنت خير صديق ، اسم ولك من اسمك نصيب ، سلكت كل الطرق لنصرة التوحيد ، فجزاك الله عنا وعن المسلمين خيرا
 
وما هي إلا لحظات فيأتيني خبر استشهاد صهري محمود
 
أو محمود أيضا فارقنا ، هنيئا لك يا محمود ، أو علمتهم كيف تصطاد الصقور ، نم قرير العين فإن أبناءك على صغر سنهم أسود.
 

مضى يومي الأول والدعاء ما زال ينهمر من أفواهنا لكم بالرحمة ، 
واستقبلت منتصف ليلي بخبرك يا أبا الوليد
 
فسبحان الله الذي قدر المقدور ، وخلق الحياة والموت والنشور
 
ثلة هي من خيار من عرفت 

فما هم إلا كالشمعة تحرق نفسها لتضيء للغير الطريق , لا ترقب منهم حمدا ولا ذما و لا جزاءا ولا شكورا .
 
فاللَّهم تقبَّل أعمالهم ، وأغفر زلَّاتهم ، ولا تخلهم من عفوك، ولا تحرمهم من كرمك.
 

 

وأقول لإخواني في فلسطين عامة وفي غزة خاصة 


لا تحسب المجد تمرا أنت آكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا


وسبحان الله الذي خلق كل شيء صغيرا ثم يكبر ، إلا المصيبة فإنها تولد كبيرة ، تناطح عنان السماء ، وتهزّ الجبال الرواسي ، وما تكاد حتى تصغر وتصغر حتى تضمحل ، ولولا ذلك لمات الناس مقهورين جازعين قانطين من رحمة الله
 
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراقك يا أبا الوليد لمحزونون
 

جلّ المصاب وزاد همي الخبر

وحلّ المشيب بنا والغمّ والسهر

شلّ القلوب أسى والبين مثلمة

والأرض مظلمة يجتاحها قتر

يمضي الزمان على هم أقلبه

لو صب في جبل لصدّع الحجر

رحلت شيخنا وقد أبليت

فسلوا الفؤاد ما به منفطر


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

أخوكم الفقير لرحمة ربه 
أبو محمد الطحاوي
 

اليوم الأحد 28 ذو القعدة 1433 هـ
الموافق 14/تشرين أول /2012

__________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]