Shamūkh al-Islām Forum presents a new article from 'Abd Allah bin Muḥammad: "Abortion Scheme of the Jihādī Movement and Its Popularity in the Arabian Peninsula"

ULUt4

بسم الله الواحد القهار والصلاة والسلام على الضحوك القتال
وردني أن وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف يحاول في هذه الآونة تكرار ما فعله جده عبدالعزيز عندما استغل وجود جماعة ( إخوان من طاع الله ) في إزاحة القوى المنافسة له في الساحة والذي انتهت بالغدر بهل في مجزرة السبلة عام 1929 ميلادي بعد أن أخرج فتاوى من علماء نجد بأنهم خوارج مارقين !
فالوزير وباقي أقطاب الأسرة في صراع شبيه بلعبة الكراسي فالجميع يخطط ويلف ويدور لينقض ويجلس على الكرسي قبل غيره ولكل منهم أدواته في ذلك وبما أن الوزير على رأس الجهاز الأمني فهذا يجعل أساليبه تدور حول ذلك ومنها ما يخطط له الآن في استغلال خبر مقتل النائب العام لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب السعودي سعيد الشهري لخلق مناخ أمني يساعده على ترتيب الأوضاع بما يخدمه في المستقبل فقد كان هذا الخبر بداية لمشروع مخابراتي يشجع ويدفع بعض القيادات الجهادية القديمة من بلاد الحرمين وبشكل غير مباشر لإعلان تنظيم مستقل خاص ببلاد الحرمين تحت ذريعة انتهاء التحالف بين مجاهدي بلاد الحرمين واليمن بمقتل الشهري الآن وأسر العوفي قبل ذلك وهما من مثلا بلاد الحرمين في التنظيم باليمن .
إلا أن المخطط لا يخدم تطلعات الوزير لوحده فهو يحقق الأهداف المشتركة للجانبين الأمريكي والسعودي في محاولة تفكيك تنظيم القاعدة باليمن عبر عزله عن الخارج وجعله تنظيم يمني بحت وهي خطوة مهمة لإضعافه وخطوة مهمة كذلك لإرجاع المناخ الأمني للسعودية حتى تستطيع تجاوز الحراك الشعبي المتصاعد والمتفاعل مع ملفات الفساد والمعتقلين والذي وصل لمستويات خطيرة بعد انظمام شريحة العلماء له وبعد نجاحه في طرق أبواب القصور ! وهذا هو نفس التكتيك الذي يتبعه المالكي في العراق بعد أن أنشأ حزب الله العراقي ليضرب به الحراك الشعبي السني المطالب بإقالته ليشغل الناس ببعضهم ويسلم هو بالتالي !
والعجيب أن محمد بن نايف وهو من نجح في القضاء على الحراك الجهادي في بلاد الحرمين قبل عدة أعوام يحاول الآن إعادة الحياة إليه ! فالموجة الأمنية التي عصفت بالسعودية آنذاك وتسببت في الزج بآلاف المعتقلين في السجون بتهمة أو بدون تهمة كانت بمثابة البذرة التي سيسقط بنموها النظام ! فالتاريخ يشهد أن القضية الوحيدة التي استطاعت تحريك المياة الراكدة في بلاد الحرمين هي قضية المعتقلين التي جذبت اهتمام الشارع السعودي واستطاعت خلق رأي عام معارض لأول مرة منذ إنشاء المملكة وهذا الاعتبار هو الذي دعى قيادة تنظيم القاعدة في اليمن لاتباع سياسة تعزز هذا السقوط الحر ! ولذا امتنعت القيادة عن تنفيذ أي عمليات داخل بلاد الحرمين لتفسح المجال أمام الحراك الشعبي ولتقطع الطريق على من يريد تنفير الناس عن المشاركة والتفاعل مع الحراك المتصاعد ، ثم توالت خطابات التحريض والتأييد من الشيخ سعيد الشهري لأهله وأبناء عمومته في بلاد الحرمين للمضي والاستمرار في الحراك الشعبي لإنهاء معاناة المعتقلين ومنها كلمته التي بعنوان ( معا لخلع آل سعود ) ولزيادة الضغط قام التنظيم بخطف نائب القنصل السعودي في عدن ووظف العملية في خدمة الحراك الشعبي وضحى بملايين الدولارات التي عرضت عليه وتمسكت القيادة بمطلب الإفراج عن المعتقلات في سجون المباحث ، وهذه السياسة الحكيمة لقيادة التنظيم حرمت وزارة الداخلية من الغطاء الذي تحتاجه لتشويه الحراك الشعبي فاضطرت الوزارة لفبركة قضايا تعيد لهم المناخ الأمني كقضية دافور الداخلية ولكن الله فضحهم .
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب
في عام 2011 صنفت أمريكا القاعدة في جزيرة العرب كأخطر فرع من فروع تنظيم القاعدة الأم لا لأنها الفرع الوحيد الذي نجح في الوصول لأمريكا في غزوتي ديترويت والطرود المفخخة أو لأنها سيطرت على محافظة أبين في أيام معدودة بعد ذلك أو لأنها نجحت في الحفاظ على كيانها بعد مخطط الحملة الأمريكية ومرتزقة الصحوات على مدن أبين وشبوة بل لأنها تتبع سياسة متوازنة ومرنة تتيح لها الاستمرار في وضع حيوي وفق أي صراع يفرض عليها ولذا كانوا أحق الناس بمقولة عمر بن الخطاب ( لا يصلح للحرب إلا الرجل المكيث ) وهذا ما جعل الأمريكان يتعاملون معهم كخطر دائم ولذا أنشأوا قاعدتين للطائرات بدون طيار في كل من جيبوتي والسعودية وأنشأوا كذلك أكبر مركز قيادة لهم في الشرق الأوسط في قاعدة العند جنوب اليمن .
وهذه الاجراءات العسكرية تأتي على عكس السياسة المعلنة لأمريكا في الاحجام عن الدخول في أي نزاعات عسكرية بعد حربي العراق وأفغانستان خاصة بعد الأزمة المالية إلا أن صعوبة القضاء على القاعدة باليمن ومرونة قيادتها في التعامل مع أي وضع وصعوبة توقع تحركاتها كما في السيطرة والإنسحاب من أبين فرضت على الأمريكان الاستمرار في استنزاف أنفسهم أكثر وهذا ما جعل بعض المحللين يفسر هبوط معدل عمليات القاعدة باليمن بقصد استدراج الوجود الأمريكي ونزوله على الأرض حتى تبدأ الحرب بشكل مغاير كما يحصل الآن في مالي !
هذا بجانب أن حرب الطائرات بدون طيار بدأت تتسبب في استقطاب اليمنيين لتأييد القاعدة كما حدث في رفع أعلام التنظيم في محافظة البيضاء ردا على استهداف المدنيين من قبل هذه الطائرات بل والمشاركة عسكريا بجانب القاعدة كما حدث في معركة رداع مؤخرا فهذه المعركة هي أول حراك شعبي استطاعت القاعدة توظيفه عسكريا في الحرب ضد الأمريكان وعملائهم ، وهذا المؤشر الخطير بجانب الحراك السلمي الذي يشجعه التنظيم في بلاد الحرمين يعطينا صورة عن القيادة الفذة التي تقف وتوازن بين كل هذا ، وهذا ما جعل الأمريكان والأنظمة الوظيفية المحيطة باليمن كالسعودية وعمان يتحينون الفرصة للقضاء على هذه القيادة كما في الإغتيالات التي طالت العولقي والقصع والعباب والشهري أو بمحاولة شراء ولاءات الجماعات الجهادية المحيطة كما فعلوا بالعراق مع الجيش الإسلامي وجيش الراشدين أو بمحاولة تشجيع الإنشقاقات بشكل غير مباشر كما فعلوا في الجزائر مع الزوابري وحطاب أو بمحاولة عزل العناصر التي لا تنتمي للبلد كما تفعل الاستخبارات السعودية في سوريا حاليا وبوسائل شتى !
إلا أن الأحداث أثبتت أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لديه قابلية كبيرة للصمود في وجه مثل هذه المؤامرات وتحت أسوأ الظروف ، والحروب التي خاضها سواء حروب العصابات في كامل الأراضي اليمنية أو بالحرب شبه النظامية مع الحوثيين أو بالحرب النظامية مع الحلف الأمريكي بعد السيطرة على محافظة أبين ، هذه الحروب دليل على أن لديه مرونة تستوعب أي نوع يفرض عليه من أنواع القتال كما أن بنيته التنظيمية غير قابلة للتفكيك فالتجارب والخبرات الأمنية التي مر بها التنظيم جعلته يعتمد على منظومة حراك لا تستطيع أجهزة المخابرات فهمها فضلا عن تفكيكها ولذا نستطيع القول أن الإعلان الأخير عن مقتل النائب العام لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الشيخ سعيد الشهري لا يؤثر بتاتا على الخط التنظيمي للجماعة فالإرتباط الذي بين التنظيم في اليمن والقيادة الأم في خراسان وبقية الشبكات جعل هناك نوع من ” العولمة ” التنظيمية التي تمكن القيادات تلقائيا من تعويض أي نقص أو خلل كما أن التنظيم نفسه يعتمد على نسيج من التحالفات القبلية ويزخر بطاقات وكوادر من كافة دول الخليج العربي ومن بلاد الحرمين على وجه الخصوص كالشيخ إبراهيم الربيش وعثمان الغامدي والشدوخي وغيرهم كما أن التنظيم أقيم على أساس شرعي ومنهجي كما هو متبع في باقي فروع التنظيم الأم وهذا ما يميز القاعدة عن باقي التنظيمات القطرية والوطنية ولذا كان الأردني أبومصعب الزرقاوي أميرا لتنظيم القاعدة في العراق وكان اليمني خالد الحاج أميرا للقاعدة في بلاد الحرمين ولذا كانت محاولات إشعال نار الجاهلية ( يا للأنصار ويا للمهاجرين ) محكوم عليها بالفشل لوجود وعي منهجي بخطورة مثل هذه الدعوات الجاهلية !
بقي أن أقول أن المنطقة مقبلة على حروب إقليمية وأحداث عظيمة من شأنها تغيير المعالم السياسية لخريطة جزيرة العرب وهذا الأمر يحتم علينا الحفاظ على قواتنا الذاتية لاستثمارها بالشكل والتوقيت المناسب لكي لا يستغلنا آل سعود كما استغلوا أجدادنا في تصفية خصومهم والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولذا أدعو كافة شباب بلاد الحرمين والخليج عامة للإعداد الإيماني والبدني والتنسيق مع إخوانهم في تنظيم القاعدة باليمن للتحضير للمواجهة القادمة فهم رأس الحربة في الحرب الإقليمية المرتقبة .
عبدالله بن محمد
‏@‏ Strategyaffairs

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]