New article from ‘Abd Allah bin Muḥammad: "Is It Better to Take the Fight to the Inside of Iran?"

وردني سؤال عن جدوى تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي الإيرانية وفيما يلي جواب مختصر عن ذلك

نقل المعركة لأرض العدو مطلب مهم في أي حرب حتى تتوازن كفة الرعب ويذوق الذي تذوقه ولكن يختلف تأثير ذلك من بلد لآخر فالدول الغربية تتأثر كثيرا بالعمليات الداخلية اقتصاديا وأمنيا وسياسيا وبكل النواحي وحادثة محاولة تفجيرالطائرة في “ديترويت” في أمريكا خير دليل على ذلك فمع ان العملية لم تنجح إلا انها تسببت في انفاق 40 مليار دولار على تشديد اجراءات السلامة في المطارات !

أما الدول الشرقية فهي غالبا لا تتأثر بالعمليات الداخلية لأن الأنظمة الشمولية والمافيوية كالصين وروسيا لا تقييم وزنا كبيرا للعامل البشري على عكس الدول الغربية التي قد تسقط حكوماتها بسبب التهاون في سلامة مواطنيها ! ولعل حادثة مسرح موسكو وميدان “تيانامن” ففي الأولى فتح الروس الغازات السامة داخل المسرح لانهاء عملية احتجاز الرهائن التي أخذت بعدا اعلاميا عالميا وأعادت تسليط الضوء على الحرب في الشيشان وتداعياتها التي جعلت مجموعة القائد عربي باراييف تقوم بمثل هذه المهمة فقامت القوات الخاصة الروسية بفتح الغاز وتسببت بموت 200 رهينة روسي لتنهي المسألة بدون أن تتأثر بموتهم لطبيعة النظام الذي لا يقيم وزنا لهم أساسا وكذلك الحال في المظاهرات الطلابية في ميدان تيانامن في الصين والتي قام الجيش بادخال الدبابات لسحق جثت الطلبة المعتصمين دون أي رحمة ! فمثل هذه التعديات لا يمكن أن تحدث إلا في مثل هذه الأنظمة الشرقية أما الأهداف الذي تتأثر بضربها كثيرا هذه الأنظمة فهي الأهداف الإقتصادية وخير مثال على ذلك ما حدث في الغزو السوفيتي لأفغانستان فعندما كان يقتل الآلاف من الجنود الروس لم تبدي موسكو تأثرا ولكن عندما طالت الحرب واستنزف الاقتصاد وبدأت المتاعب لم تمضي سنوات إلا وتفكك الإتحاد السوفيتي كسبب غير مباشر للإنفاق على حرب أفغانستان !

وإيران تصنف من القسم الثاني الذي لا يقيم وزنا كبيرا للعنصر البشري بالمقارنة مع الاقتصاد وما حدث في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات يؤكد ذلك فقد قاد خوميني الحرب باسلوب الأمواج البشرية كي يقتحم التحصينات العراقية فكان الهجوم يبدأ ب 20 ألف مقاتل على شكل سلاسل وأمواج متلاحقة ليربك الجيش العراقي ومع أنه اسلوب بدائي إلا أنه حقق بعض النتائج ويكفي تخيل هذه المعارك لندرك مدى رخص مواطني إيران عند ملاليهم

ولذا اعتقد ان دعم الجهاد في سوريا سيكون له بالغ الأثر على إيران أكثر من أي عمليات داخل الأراضي الإيرانية – إلا ان استهدفت هذه العمليات أهداف اقتصادية – لأن سوريا الآن هي مسرح استنزاف اقتصادي مستمر لإيران فهي من تنفق على الحرب وعلى بقاء النظام وإن كانت تغطي ذلك من حليفها المالكي بالعراق إلا أنها خسارة لها في النهاية فهذه المليارات التي تنفقها إيران من خزينة النفط العراقي على الحرب في سوريا وعلى كسب ولاء مصر واغراء الأردن كان من الممكن ان تصب في خزينتها أو أن تقاوم بها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بدرجة أكبر ! ولذا يمكن ان نقول أن قتالنا ضد إيران في سوريا هو كقتالنا ضد السوفيت في أفغانستان فكما أن الجهاد الأفغاني قد تسبب في تفكك الإتحاد السوفيتي فإن الجهاد الشامي سيؤدي بإذن الله إلى تفكك الهلال الشيعي وانكماشه ومن ثم تفكك إيران نفسها باستقلال البلوش والأحواز والأذريين كما حدث في انهيار المعسكر الشيوعي بعد حرب أفغانستان وتحرر أوربا الشرقية ومن ثم تفكك الإتحاد السوفيتي وانكماشه في روسيا الإتحادية والله أعلم

__________

To inquire about a translation for this article for a fee email: [email protected]