New statement from Dr. Sāmī al 'Uraydī, Abū Māriyyah al 'Irāqī, Dr. 'Abd Allah bin Muḥammad al-Muḥaysinī, and Shaykh Abū 'Abd Allah al-Shāmī: "To the Students of Knowledge, the Shaykhs of the Mujāhidīn In the Land of Blessed al-Shām"

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،

إلى طلبة العلم والمشايخ المجاهدين في أرض الشام المباركة/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بواسطة المشايخ الفضلاء:-

– الدكتور سامي العريدي

– الشيخ أبي مارية العراقي

– الشيخ المحيسني

– الشيخ أبي عبد الله الشامي

أرجو من الله تعالى أن تصلكم رسالتي هذه وأنتم بموفور الصحة والعافية في دينكم ودنياكم، كما أسأل الله تعالى أن يجزيكم عن الإسلام وأهله والجهاد وأهله خير الجزاء، فإن نفرتكم للجهاد وأنتم من أهل العلم ليعيد إلى نفوس الناس صورة العالم المجاهد، والذي يبذل روحه في سبيل كلمة الحق وهي صورة تكاد تزول إلا من قلة تضيئ بين حين وآخر، وها أنتم تعيدون هذه الصورة العظيمة، وإن وجودكم في أرض الجهاد واجتماعكم فيه لتحقيق مؤسسة العلم المستقلة، تلك السلطة التي بلعها الحكام، حتى إذا ذهب الحاكم المسلم صاروا إلى بطن الحاكم المرتد والكافر، وبذهاب هذه السلطة العظيمة والمستقلة وذوبانها في سلطان الحاكم ما أدى إلى انهيار مفهوم الأمة، فإن هذه الأمة المسلمة قوام أمرها بسلطان العلماء كما يعلم هذا كل دارس لتاريخ هذه الأمة، وهو بناء القرآن والسنة ولا شك، وقد حاول المنازعون لسلطان العلماء إذابة هذه السلطة أو تجييرها لسلطانهم، وقد نجحوا نجاحاً قوياً كما يشهد لذلك الواقع اليوم، حتى صار الناس لا يعرفون العالم إلا من قدّم من خلالهم وإعلامهم وتزكيتهم، وإن المحاولات التي أرادها آخرون لاظهار مؤسسات علم أخرى بعيداً عن سلطة الحكام كانت في عمومها خادمة لمناهج أو تنظيمات خاصة، وفي عمومها لم تخرج عن دعم الحكومات وتبنيها وتزويقها، وإنكم تعلمون أن من مهمات المصلحين اليوم إعادة سلطة العلم ، بل لا يمكن للأمة أن تحقق النهضة، ولا أن تسعى سعياً صحياً لها بلا أمراض إلا أن يقودها العلماء الصالحون الصادقون، وأرجو أن تكونوا طلائع هذه السلطة الايمانية والتي قال الله فيها عن يحيى عليه السلام – وآتيناه الحكم صبياً -.

أيها المشايخ الفضلاء:-

إن المهمة اليوم عليكم عظيمة ثقيلة، فهذا جهاد أمة استفاقت من غفوة طويلة، بل لو قلنا من موت لما أبعدنا الوصف والحقيقة، وهي استفاقة عواطف أكثر من وعي، واستفاقة نقس أكثر من عقل وعلم، وبسبب هذا سيكون هذا الجسم أكثر عرضة للأمراض وعوارض الضعف والاختلاط، وأنتم دون سواكم الأقدر على تجلية الحقائق الإيمانية والإجابة على أسئلة النوازل العظيمة، وذلك لثقة الناس بكم حيث نفرتم بأنفسكم إلى مواطن الموت والتضحية، ولقربكم من الواقع وشهودكم له، وإن هذه المهمة توجب عليكم أكثر من غيركم ما أوجبه الله على أهل العلم، فأنتم أولى الناس بتقوى الله وخشيته، وإني أذكركم بالقاسم المشترك بين المصلحين والمجددين في تاريخ هذه الأمة ألا وهو قيام الليل، فهو شعار الصالحين والعلماء والمصلحين كما تعلمون، وهو سمة أهل القرآن من أمثالكم، به يعرفون بين الناس، كما عليكم الاستزادة دوماً بالعلم، فإن النوازل التي تقع بكم عظيمة، وتحتاج إلى فقه نفس وقوة ارتباط بكلام الله ومعانيه وفقهه، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعانيه وفقهه، كما أن المرء لا يكون فقيهاً إلا بمعرفة اختلاف العلماء، وهذا تعلمونه جيداً وليس لمثلي معكم إلا الذكرى، والذكرى فقط، ولا يمنعكم خلافكم في مسألة أن تكونوا واحداً، كما لا يمنعكم تصدركم للجهاد أن تسألوا من علم شيئاً في المشرق والمغرب حتى لو خالفكم في أبواب من العلم والفقه، فإن هذا هو شأن العلماء الصادقين، وأنتم أولى الناس بهذا الوصف إن شاء الله تعالى.

– إنني أرى أيها الاخوة المشايخ تقصيراً من قبل العلماء في مواكبة الأحداث والنوازل، ولا بدّ للإخوان من أعذار إذ يختلط عندهم العمل الجهادي بالعمل العلمي والإفتاء، كما أني على اطلاع بما يشغلكم من حال التفرق والبدع الحاصلة من أهل الغلو، وهي أعذار مقبولة، لكن أنصح إخواني -وهم أهل النصيحة من أئمتنا حفظهم الله تعالى أن يفرغوا لشؤون الفتوى والدعوة والقضاء، فهذه مهمات عظيمة، ولا بأس، بل من المهمات إنشاء المجالس العلمية الشاملة لكل طلبة العلم الموجودين عندكم بغض النظر عن انتماءاتهم وجماعاتهم، فهذه مهماتكم في تضييق الوسع ولم الشمل وإماتة الفتن والمشاكل، وأنتم على بصيرة من هذا، وقد كان لكم سوابق خير في هذا المضمار، فلو قوي وتنامى لكان خيراً، وخاصة في كشف زوان الطريق وأوساخها، وأنتم تعلمون أن الحركة الجهادية عجزت أن تفرز مشاركين في العلم في غير مسائل الإيمان والتوحيد والجهاد، وهذا بسبب تقصير داخلي يسير، والسبب الرئيسي لذلك هو غارات الجاهلية ضد العاملين في هذا الباب، والآن دوركم في هذا المضمار الفسيح في أرض الشام المباركة، رفع الله شأنكم في الدنيا والآخرة، وإن من أبرز سمات ما تهتمون بإظهاره أنكم علماء أمة لا طائفة ولاجماعة، كما لا يكون لكم شارة مدرسة معينة، بل أنتم أهل الإسلام ضد المرتدين، وأهل سنة ضد الزنادقة، كل الأمة لكم وأنتم لها، فسارعوا إلى إعلان تجمع لكم في هذا الباب ونظموا أنفسكم فيه على وجه علمي وإداري، والله الموفق.

وإنه مما يبرز جانبكم فيه التعليق المستمر والدائم على كتب أهل العلم والفكر، وإصدار الفتاوى في النوازل، وعقد الدورات العلمية سواء بحضور التلاميذ أو من خلال وسائل الإتصال، وتعريضكم أنفسكم للفتوى لأهل الشام خصوصاً وللمسلمين عموماً، وكتابتكم الفتاوى المؤصلة اللازمة لما يقع عندكم، وابتعادكم قدر الإمكان من الدخول في مشاكل التنظيمات، فإن كان لابدّ من ذلك فليكن، بغير إظهار بارز يبز غيره من أعمالكم العلمية والفتوى والتدريس، وإني أنصح أحبتي بتوجيه الرسائل إلى علماء المسلمين في الشرق والمغرب تشرحون فيه الأوضاع وتحملونهم المسؤولية معكم، وفي هذا جمع لشمل الأمة وإقامة الحجة على علماء الأمة، فإن هؤلاء إن صلحوا صلحت الأمة ولا شك، بل لن يكون للأمة أي قيام دون قيام العلماء بها.

– لقد أرسلت للحكيم الظواهري رسالة أطلب منه أن يهتم بتولية طالب علم نبيه من أهل الشام، يكون له باع في فهم الواقع والحديث عنه وإعانته بالعلماء والمستشارين وقادة العلم والسياية ليقوم بمهمات هذه الجهاد من قيادة علمية وسياسية، وأنا أطلب من مشايخي إعانة الشيخ الحكيم في هذا الأمر، فأعملوا شأنكم وجهدكم في تحقيق هذا الأمر فهو مهم جداً.

– اعلموا أيها الأخوة الأحباب المشايخ أنكم لستم منسيين، ولا أن الناس وأهل الدين غافلون عن مقاماتكم، وما أنتم عليه من الغربة هي حال الناس جميعاً، فلا تتعب أنفسكم من كثرة السهام ضدكم، ولا عدم وصول محبة الناس لكم، فإنكم في مقام عظيم يشكره الله لكم ويحمدكم عليه، وأهل الدين يدعون لكم، ووالله سيأتي اليوم الذي تحسدون فيه على سبقكم لهذا المقام العظيم، فالزموا غرزكم، واصرخوا في كل مقام بالواجب العيني على عموم الأمة من وجوب النفير، ولا تغرنكم الأسماء والألقاب، فالله رب قلوب، وهو عالم بمن يقوم بالحق في باب العلم وواجباته، وإن كل مخلص صادق ليتمنى أنه معكم، فأنتم طلائع الحق والهدى، وإنكم ولا شك تعلمون أن هذا الجهاد هو أوجب الواجبات في هذا العصر، وإن له ما بعده من الفتح والملاحم التي وعد بها رسولنا صلى الله عليه وسلم أمته.

– إن من المهم اكتشاف الأخطاء في مهدها، وخاصة شبهات الغلو، فإن حملة السلاح هم البيئة الخصبة لهذا الشر، والجهاد عندكم قد نفر إليه الناس، منهم المتحمس بلا علم، ومنهم الشاب الغر، ومنهم من له سابقة علم فيها دخن، ومنهم ومنهم، فهي بيئة تحتاج إلى رعاية خاصة من قبلكم خاصة دون بقية الناس، فحيث رأيتم الخطأ نبّهوا عليه وأقيموا له قوارع الحق حتى يموت، ولا تترددوا أبداً في عزل وكشف أصحاب الأهواء مهما بلغ شأنهم أو كانت لهم مقامات وأسماء وألقاب، فأنتم بعلمكم فوق الجميع، والأمانة في أعناقكم دون بقية الناس.

– إن في القلب الكثير من حبكم، وحب الإجتماع بكم، فسلامي لكم جميعاً، وعذراً أني لم أذكر إلا أسماء قليلة، فوالله إن من غاب ذكر اسمه ليس بأقل ممن ذكر لكنها الضرورة والإستعجال وجزاكم الله خيراً، وبلغوا سلامي لكل من قبلكم، وادعوا الله لي ولأخواني.

والحمد لله رب العالمين

أخوكم

_________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]