New statement from Shamūkh al-Islām, al-Fidā', and Anṣār al-Mujāhidīn Forums: "Remember to Abide by the Morality of the Islamic Sharī'ah"



بسم الله الرّحمن الرّحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيـّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصّلاة والسّلام على رسوله محمّد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدّين، وبعد:

فقد آلمنا ولا زالت نفوسنا وقلوبنا تنزف ألماً وأسى على ما آلت إليه حالنا بسبب بعض صور الغلوّ بإهدار فضائل أو تبديع أو تكفير، والبعد عن النّهج القويم الذي وصّانا به رسولنا الكريم في التــّعامل مع المخالف فضلاً عن الذي ينافح ويكافح معنا في الصّف مدافعاً عن الدّين، مجتهداً في بعض الأمور، حتّى لو كان مخطئاً ومجانباً للصّواب من غير قصد وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً.
فالفرق بينه وبين من أعلن عداءه للدّين ولأوليائه، وانحاز إلى صفوف الأعداء يذبّ عنهم لهدم معالم الدّين ونصرة أهل الباطل على أهل الحقّ، وهو يدرك ذلك وينتظر جزاءً دنيوياً؛ فرق شاسع لا بدّ أن نتنبه إليه، ونسعى إلى التّفريق بين الفئتين بالاستعانة بأهل العلم والإحاطة بأحكام الشّريعة ومعرفة أحوال النّاس في تمييز الصّنفين عن بعضهما.
ومن ثمّ نضع كل فئة في الكفة والجهة المناسبة ونتعامل معها وفق ما تستحقه ووفق ما يمليه علينا ديننا، فنكون بهذا جامعين للشّمل، موحّدين للصّف، موجّهين جهودنا كلّها في اتّجاه الأعداء الحقيقيّين.
إنّ المرحلة التي تعيشها الأمّة اليوم، لا تخفى –على كلّ ذي بصر وبصيرة- صعوبتها ومرارة مآسيها وشدّة حصارها وكثرة تضحياتها، فالأمّة تعيش تحت ضربات وهجمات عدوّ صائل يبطش بلا هوادة ولا يفرّق بين محارب ومسالم، ولا بين طفل وشيخ وامرأة، الكلّ عنده سواء ما دام مسلماً وموحداً، ومن هنا كان الواجب أعظم والدّعوة أشدّ وأدعى لكي نوحّد جهودنا جميعاً لدفع هذا الصّائل، وردّ عدوان أعدائنا وأعوانهم بكلّ ما آتانا الله من قوّة وفضل ونعم، ومن أكبر النّعم على الإطلاق هي نعمة الأخوّة والتّعاون وتوحيد الصّف، ومن أجلها يقاتلنا الأعداء ويحسدوننا عليها ويسعون ليل نهار إلى حرماننا منها وجعلنا أحزاباً وشيعاً، ويُضعف بعضنا بعضاً، وذلك بزرع الفتنة والفرقة في صفوفنا، فيحقّق الأعداء أهدافهم ويبلغوا غاياتهم بأزهد الثّمن، ونكون قد حقّقنا بدون قصد بعض أهداف العدوّ.
في واحدة من هذه السّاحات التي نواجه فيها أعداءنا، تبرز هذه المنابر أو المنتديات الجهاديّة، والتي باتت تؤرق مضاجع العدوّ ويحسب لها ألف حساب، وذلك بما تقدّمه من خدمات عظيمة لهذه الأمّة ولطليعتها المتمثّلة في الطّوائف المقاتلة التي نحسبها من الطّائفة المنصورة بإذن الله تعالى في هذا الزّمان.
نقول بأنّ هذه المنابر أصبحت ساحة صراع حقيقيّ بيننا وبين أعدائنا، والواجهة المباشرة للطّلائع المقاتلة، تنوب عنها في تبليغ كلمة الحقّ وإيصال الصّورة الحقيقيّة والكاملة لأوضاع مجاهدينا، والأشواط التي قطعها جهادهم وما يلزم من أمور تخصّ الحرب القائمة تريد أن توصلها إلى أمّة الإسلام، كما أنّ هذه المنابر صارت تفضح مخطّطات الأعداء وبرامجهم المستقبليّة وتكشف وجوههم القبيحة ليدرك الغافلون من المسلمين كم كانوا مخدوعين بهؤلاء الأعداء، وكم الحاجة ملحّة لكي يلتحقوا بإخوانهم في مختلف الجبهات.
وما دامت هذه المنابر لها كلّ هذه الأهمّية في صراعنا مع أعدائنا فإنّه يتعيّن على المنتمين إليها أن يتحلّوا بصفات خاصّة ومتميّزة تكون موازية للمهام التي عليهم أن يزاولوها؛ جنودًا في ساحات المعركة، ودعاةً في ساحات الدّعوة، ومصلحين يسعون إلى تأليف القلوب والنّفوس بدلاً من تنفيرها، والمطلوب منّا أن نتحمّل من الأعمال ما نطيقه ومن المهام ما نحسنه، حتّى نكون سبباً للبناء ليس للهدم، ومصدراً للتآلف وليس للتّنافر، وسفراء لنحببّ النّاس في منهج الحقّ ونرغّبهم فيه وليس سبباً لترهيبهم وكرههم له.
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} البقرة 269
نقول هذا الكلام أيّها الأحبّة بعدما رأينا بعض الإخوة يخوضون في مسألة من أخطر المسائل في ديننا على الإطلاق وهي مسألة التّكفير أو الحكم على المخالف بأنّه موالٍ للأعداء بدون بيّنة ولا برهان إلاّ لأنّ هذا المخالف اجتهد فأخطأ، فكان هذا كافياً –في اعتقاد هؤلاء المتسرّعين– لأن ننسف كلّ أعمال هذا الشّخص ونُخرجه من زمرة الحقّ لنُلحقه بزمرة الباطل، وهذا ليس من سبيل أهل الحقّ ومخالف لما كان عليه سلفنا الصّالح من أهل السّنّة والجماعة.
إنّ الحكم على المخالف يحتاج إلى علم ودراية، فلا نحكم على أحد مخالفينا بأنّه قد والى أعداء الله وعادى أولياء الله بسبب رأي مخالف أو اجتهاد خاطئ في مسائل ليس فيها دليل قطعي من كتاب ولا سنّة ولا إجماع ولا حتّى قياس، بل وصل الأمر ببعض النّاس أن يتّهموا إخواننا بالعمالة والخيانة ليس لشيء إلاّ لأنهم لم يوافقونا أو خالفوا رأينا والله المستعان. 
وإنّ الخوض في مسائل التّكفير لا بدّ أن يكون مبنيّا على أفعال صريحة، ولا بدّ فيه من إعمال قواعد دقيقة، هذا في مسألة التّكفير على الإطلاق فما بالك بما يخصّ التّكفير على التعيين فهو بلا شكّ أعظم خطراً ويتطلّب تعاملاً خاصّاً ومتميّزاً، إذ لا بدّ من توفر الشّروط وانتفاء الموانع لكي نصدر حكم التـّكفير على العين.
أيّها الأحبّة، أيّها الفضلاء،
هناك فرق شاسع بين إبداء النّصيحة وبيان الخطأ وبين اتّخاذ هذا الخطأ ذريعة وباباً واسعاً لأن نخالف شرعنا ونأتي بما لم يأتِ به سلفنا الصّالح، فنتجرأ على تكفير المخالف أو تبديعه بلا موجبٍ جليّ منضبط، فكيف إذا كان هذا المخالف ممّن له سابقة خير في مسيرة الدّعوة ونحسبه من المخلصين لدينهم، بل وأصبحنا نطعن في كلّ من خالفنا ونسقط إخوانا لنا ينصرون ويحرّضون ويدعون، وأصبحنا أشدّاء عليهم عوض أن تكون الشّدة على أعدائنا، فهذه محلّها على أعداء الله وليس على المسلمين، ولا تعني الشّدة أن نسقط في فخّ التّكفير لمن هبّ ودبّ سواء خالفنا في أمر أو عدّة أمور ولسنا هنا لتكفير المسلمين ولا نقدم عليه إلا إذا كان في أمر جليّ لا دافع له.
فكيف نردّ على قول الله عزّ وجلّ:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
نحن مع بيان الخطأ بالحجّة والبرهان، وبالحكمة والموعظة الحسنة والتّرفق واللين في أعلى صوره، لأنّ غايتنا هي معالجة الموقف وتصويبه وردّ الشّبه ودحضها وتصحيح الخطأ وردّ الشّبهات، وقد بيّن الله عزّ وجلّ الأسلوب المعتمد ألا وهو الرّفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة، كما أنّ غايتنا هي تنبيه المخطئ وإبقاؤه في صفنا بدلاً من أن نعين الشّيطان عليه فنفقده وقد يتحوّل إلى صف العدوّ والعياذ بالله.
لا تنسوا –رحمكم الله– أنّنا هنا في منبر دعوة وجهاد بالبيان وأنّنا على الحقّ بإذن الله، وبين أيدينا بضاعة غالية ونفيسة لا بدّ أن نوصلها لأصحابها، فأنتم أمناء على هذه البضاعة وليس أمامنا خيار آخر غير التّسلح بكلّ ما يلزم من خلق حسن وصبر وحكمة لننجح في مهمّتنا، ولا ينبغي أن ننجرّ وراء الشّيطان وهوى النّفس لنرضيهما فنسخط ربّنا جلّ وعلا .
الله الله في التّبيّن والتّثبّت، الله الله في اللين مع إخوانكم.
وعلينا بالمقابل أن نجتهد في النّصيحة ونختار لها أحسن الأسلوب وأرقاه وأرقّه على قلوب مخالفينا، وعلينا أن نضاعف الجهود للدّعوة من جهة وحرب أعداء الله من جهة أخرى لعل الله يجعلنا سبباً لسدّ أبواب الفتنة والزّيغ لمن نراه مخطئاً ومخالفاً لما نعتقده طريق الحقّ والفلاح.
وإنّه لأهون علينا أن نغلق معرّفات البعض ونوقفها إيقافا للفتنة وحفاظا على المصلحة العامّة لإعلامنا وأهدافه السّامية وغايات إخواننا في ساحات الوغى مهما كان العضو ومهما كان اسمه من أن نرى منابرنا تسقط في وحل الصّراع بين الإخوة وتحيد عن الطّريق الذي سطّره إخواننا بدمائهم وأموالهم وأنفسهم وأصابهم فيه القتل والتّشريد والأسر والتّعذيب.
نقول ما سمعتم، ونسأل الله تعالى أن يبصّرنا بعيوبنا ويعيننا على أنفسنا ويرزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال، ويجعلنا جسداً واحداً لنصرة ديننا والذّبّ عن إخواننا المجاهدين وسبباً في فكّ أسرانا أجمعين، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أنّ الحمد لله ربّ العالمين وصلــّى الله وسلــّم على من كان خلقه القرآن . 
إخوانكم في 
إدارة الشبكات الإسلامية 
المصدر: (الشموخ ، الفداء ، الأنصار)

__________

To inquire about a translation for this statement for a fee email: [email protected]