بسم الله الرحمن الرحيم
كانت إيران “محمد رضا بهلوي” الرافضي العلماني في منتهى التفسخ والإنحلال الخلقي ، وقد عاثت “المزدكية” فساداً في المجتمع الإيراني ، ولولا الإسلام لكان فسّاق أوروبا المعاصرة تلاميذ عند الفرس ، وقد حفظ الله تعالى بقية باقية في هذه الدولة بالإسلام الذي حاربه هذا الرجل بمنعه للحجاب مما أدى إلى ثورات عارمة استغلها “الخميني” الوصولي القابع في فرنسا لينقلب على “بهلوي” ويعلنها “جمهورية إسلامية” ثورية صفّق لها جل العالم الإسلامي بكل حرارة ليكتشفوا بعدها بسنوات أنها عنصرية فارسية طائفية تحارب الإسلام والمسلمين باسم التشيع وحب آل البيت ، ولولا فضل الله على الأمة باندلاع شرارة الجهاد الأفغاني ضد السوفييت في نفس الوقت لاستطاعت الخمينية ابتلاع العالم الإسلامي بشعاراتها الرنانة المرتكزة على الثورة الإسلامية المعادية للغرب والصهيونية !!
وضع الخميني “خطة خمسينية” لتصدير الثورة الرافضية الفارسية إلى العالم الإسلامي ، وعمل على توفير ميزانية ضخمة لتحقيق هدفه في استعادة مجد الإمبراطورية الساسانية ، فأرسل الدعاة إلى آسيا الوسطى وأوربا وأفريقيا وشرق آسيا والدول العربية ، وأنفق مئات الملايين من الدولارات ليحرف الناس عن دينهم إلى دين الرفض المجوسي الصفوي المعادي للإسلام ، فنجح عن طريق التغلغل في الأوساط الصوفية والبدعية ، وعن طريق كل من يخالف أهل السنة ، وعن طريق بعض المسلمين الذين انخدعوا بشعارات ثورته “الإسلامية” البراقة ، وعمل على جذب الكثير من أبناء المسلمين للدراسة في “قم” تحت إشراف ملالي الفرس الحاقدين على الصحابة الذين أسقطوا الامبراطورية الساسانية الفارسية منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ..
كان انتقام الفرس المجوس من المسلمين ابشع انتقام : حيث حرّفوا دين التوحيد ، ونشروا الشرك والفساد ، وقتلوا أبناء الصحابة باسم حب آل البيت ، أخذوا أخماس أموال المسلمين ، وهتكوا أعراض بناتهم باسم المتعة ، ورغم هذا كله انتشر الرفض بين المغفلين من المسلمين في كثير من البلاد ، وتحقق هدف عبد الله بن سبأ اليهودي في الانتقام من الإسلام ، فاجتمع حقد بني ساسان مع خبث اليهود ، ودان أتباع المذهب الرافضي بالولاء المطلق لإيران ومعمميها الفرس الشعوبيين الحاقدين ليكونوا الطابور الخامس في أي تحرك إيراني مستقبلي ضد الأمة الإسلامية ..
بينما كانت حكوماتنا تنشر بين المسلمين : “وثن الوطنية” ، وسخافة “التعايش السلمي” ، وتفاهة “الحوار المذهبي” ، كانت إيران تغذي في نفوس أتباعها : البغض لكل ما هو سنّي ، والكفر بالكذبة الوطنية ، والاستهزاء بالتعايش السلمي والحوار المذهبي ، مع إعمال التقية في كل هذا ..
استطاعت إيران أن تبني سياجاً حديدياً على مخططاتها المستقبلية ، وبقيت أعمالها طي الكتمان لسنوات طويلة تعمل خلالها على تقوية جيشها ونشر دعاتها واستقطاب الكوادر العلمية من شتى بقاع الأرض ، وقد استفادت إيران من تفتت الإتحاد السوفييتي لتستقطب علماء الذرة المسلمين ومهندسي الصناعات الحربية من الجمهوريات السابقة وتدفع لهم ما يطلبون مقابل تطوير التكنلوجيا الإيرانية ، ومقابل تشيّع بعضهم ، بينما كانت الدول العربية في ذات الوقت تستقطب المومسات الروسيات من هذه الدول ، وتبحث عن تعاون اقتصادي هنا وهناك في مجال السلع الاستهلاكية ، وتحاول استقطاب الأموال الروسية لاعادة تدويرها فيما يسمى “بغسيل الأموال” لتدخل في جيوب المتنفذين عندنا فتزيدها تخمة !!
سقط الإتحاد السوفييتي بفضل الله عز وجل ، ثم بسبب المجاهدين في أفغانستان ، وشارك الرافضة (الهزارة) في الجهاد الأفغاني ، وكان على رأس القادة الروافض “محمد إسماعيل خان” صاحب “هراة” الذي لقي دعماً كبيراً من إيران ، وقد وفد إليه الكثير من الرافضة للقتال في صفه ضد السوفييت ، ثم ضد طالبان ، ولما رجع هؤلاء إلى إيران : استقبلتهم الحكومة الإيرانية استقبال الفاتحين ، وأعطتهم المناصب في الجيش الإيراني ، بعكس ما فعلته الدول العربية بأبناءها المجاهدين الذين أودعتهم السجون بتهمة الإرهاب ، وطاردتهم وشردتهم في البلاد ، وكان على رأس هؤلاء الشيخ المجاهد “أسامة بن لادن” رحمه الله وتقبله في الشهداء ، والذي قال لي في شأنه تاجر صيني في ذلك الوقت : “لو كان أسامة فينا لصنعنا له صنماً ولعبدناه” !!
أهملت إيران الكثير من البنى التحتية لتفرغ لبناء المفاعلات النووية والغواصات ولتطور منظومتها الصاروخية وصناعتها العسكرية ، بينما انشغلت بعض الدول العربية – في نفس الوقت – ببناء ناطحات سحاب يتطاولون فيها ، وإنشاء مسارح وملاعب رياضية ودور سينما وأسواق تجارية ، وبينما كانت إيران تربي أجيالاً من “العلماء” و”طلبة العلم” على نشر مذهبها في شتى بقاع الأرض لتضمن ولاء المخدوعين ، كانت الدول العربية تسجن علماءها وطلبة علمها بدعوى الإرهاب ، ونية قلب أنظمة الحكم ، والفساد ، ونشر الفوضى وغيرها من التهم الفرعونية !! وبينما كانت إيران تدرّب الكتائب في بلادها باسم “القدس” و”فلسطين” وتعمل على كسب ود الفصائل الفلسطينية ، كانت الحكومات العربية توقّع اتفاقات سلام مع يهود ، وتحارب الفصائل الفلسطينية باسم محاربة الإرهاب !!
استطاعت إيران التغلغل في البلاد الإسلامية باستقدام قادة الحركات الشيعية إلى إيران وتمويلهم بسخاء وتدريبهم ، وأرسلت إليهم الكتب والدعاة في بلادهم لتكسب ولاء هذه الحركات ، ثم سلطت عليهم الإذاعات ثم القنوات الفضائية ، فدخلت إيران : لبنان واليمن والمنطقة الشرقية في بلاد الحرمين والبحرين والكويت والإمارات والسودان والجزائر والمغرب وسوريا وفلسطين والعراق وجيبوتي وأريتريا ونيجيريا والسنغال ودول شرق ووسط آسيا وغيرها من البلاد ، واستطاعت تغيير عقائد بعض الفرق المنحرفة إلى العقيدة الرافضية الإثنا عشرية : كالجارودية الزيدية (الحوثية) في اليمن ، والنصيرية في سوريا وتركيا ، والإسماعيلية في أفغانستان ، والصوفية في أفريقيا وآسيا الوسطى وشرق آسيا ، واستطاعت إيران الفارسية مزاحمة العرب على سيادة المذهب الإثنا عشري في العراق : فزرعت فيها الفرس ليكونوا مرجعاً للعرب فيها بعد صراع تاريخي مرير بين جانبي الحدود