New release from Abū Qatādah al-Filisṭīnī: “The Sunnī Political Depth”

لا ينكر ناظر أن هذا العمق مسدود ومليء بالخروق والفساد، ومن يتعلق به يجني الخراب والتعب ثم يؤول أمره إلى الهزيمة، لا لضعف هذا العمق لكن لفساد وخبث القائمين عليه وانحيازهم لجانب أعداء الأمة، وضنهم بالخير على العاملين للإسلام والإمة.
يقابل ذلك أمران:
– جمهور مسلم يحمل هم الأمة مع ضعف وغياب في الأداء والفاعلية، أقصد في الجانب السياسي، وقد قيد الدعم المالي، وخسف ببقية الجوانب الأخرى، فوجب النظر لهذا العمق الجماهيري من وجهة نظر إيمانية، وكذلك مستقبلية، وهذا يوجب الثبات والصبر على المبدأ، مع احترام وتقدير مشاعر هذه الجموع، فهي وإن فقدت الفاعلية السياسية والمالية، بل والتجنيدية الآن وحاضراً لكن البقاء ودوام المدد واستمرار الوجود لا ركن له إلا هذه الجماهير، والضعف في حال قدر لازم للحركات الكبرى والتغييرية التي تؤمن بضرورة النظر لجذور المشاكل لا ظاهرها، وقد ثبت أن من راهن على هذه الجموع فإنه ينجح مع دول مسيرة، وأما التعلق بخارج هذه الأمة فقد يعطيك قوة سريعة، لكنها أشبه بالمخدرات التي يعقبها الفساد والزوال .

يجب صياغة عقل العمل لدين الله باحترام محيطه السني، وعدم التخلي عنه، وذلك تحت الظن أنه غير نافع ولا فاعل، فعدم الفاعلية لا لغياب القصد بل لقسوة المانع والسلاح الذي تجابه به هذه الجموع من قوى الشر، وخاصة الداخلية.

– الأمر الثاني: عروض الشر المختلفة، والتي كلها تستهدف الوجود والحضور المستقبلي، وهذا مغرٍ كما يبدو، لكن المشكلة في التفسير الإيماني للفتنة والصبر والعاقبة للتقوى، وغياب هذه الأمور يعني الهزيمة بلا شك.
وهذا كما ترى حديث مصلحة، لأن الحوار اليوم كله يدور حول المصلحة، فالقضية تعني زوال مصلحة تحقيق النصر بعدم إدخال العقيدة كأمر نسبي يمكن التنازل عنه، وهذا يطلب من جهات معلومة، وذلك بسلخك عن معتقدك في المجرمين ممن ينتسب للإسلام زندقة وكذبا، وكذلك يطلب منك البراءة من قضايا أمتك في أمكنة أخرى غير مكانك، والحال يشهد أن حالنا في كل الجبهات واحد لا تعدد فيه، والخصوم يستهدفونك في كل الجبهات.
هذه حالة دفع عن معتقد.

جهات أخرى من العمق الجاهلي تطلب منك تنازلاً عن معاني سياسية، لها صلة بالمعتقد، لكن بروزها كحالة سياسة أجلى وأوضح، والعجيب أن بعضهم يقدم الصبر والثبات على الموقف السياسي أكثر من المعاني الدينية العقدية الصارمة، فهو صارخ الصوت في الموقف السياسي ضعيف التمسك بالموقف العقدي، وهذا كله من شرور التربية في بعض الأحزاب، وكذلك طلباً للتجميع الهش الذي يستند عليه.
إلى هذه اللحظة لم تقدر الجماعات على ضبط أدائها بين ما هو نسبي وما هو مطلق، وحتى فيما هو نسبي لم تحزم أمرها في ترتيب الأولويات.

لا يوجد عاقل يريد منك المناورة فيما هو نسبي بعد ترتيب القضايا بوضوح، ذلك لارتباطه بالحكم الشرعي، ولكن من الخطأ أن تجعل الدين بضاعة يتم المساومة عليها، ولا أن ترمي عمقك السني الفاعل بزعمك أن العمق السياسي خائن.
بسبب هذا نحب الخير لكل مسلم، ونسدد ونقارب، وننصح مع الدعاء ورجاء الخير لجميع هذه الأمة، ونعلم بيقين أن القفز في الظلام مهلك، والخيارات ضيقة، والله المستعان.

________________

Source: Telegram

To inquire about a translation for this release for a fee email: [email protected]